اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 1 صفحة : 599
قلت: و قد وقع لنا الحديث بعلوّ من طريقه في الثاني من فوائد العيسويّ، و رواه إسرائيل- و هو من أثبت الناس في أبي إسحاق، عن أبي إسحاق عن الشعبيّ- أن النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) كتب إلى رعية السّحيمي ... فذكره مطولا.
و شاهده رواية حماد بن سلمة عن حجاج بن أرطاة عن أبي إسحاق، إلا أنه قال: عن رعية الجهنيّ، و لم يذكر الشعبي، و سيأتي على الصّواب في حرف الراء إن شاء اللَّه تعالى.
بن الصامت الأنصاري. كان من المنافقين ثم تاب و حسنت توبته.
قال يحيى بن سعيد الأمويّ في مغازيه: حدثنا محمد بن إسحاق، عن الزّهريّ، عن عبد الرّحمن بن عبد اللَّه بن كعب بن مالك، عن أبيه عن جدّه، قال: لما قدم رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) أتاني قومي فقالوا: إنك امرؤ شاعر، فإن شئت أن تعتذر إلى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) ببعض العذر، فذكر حديث توبة كعب بن مالك بطوله إلى أن قال: و كان ممن تخلّف من المنافقين و نزل فيه القرآن منهم الجلاس بن سويد بن الصامت، و كان على أم عمير بن سعد، و كان عمير في حجره فسمعه يقول: لئن كان محمدا صادقا لنحن شرّ من الحمير، فذكر القصة التي دارت بينهما و نزول قوله تعالى: يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا ... إلى قوله فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ ... [التوبة: 74] الآية، فزعموا أن الجلاس تاب و حسنت توبته.
قلت: قصة الجلاس أدرجها الأموي في قصة توبة كعب، و انتهى حديث كعب قبلها، و اقتصر ابن هشام على قصّة كعب، و لم يذكر قصة الجلاس.
و قد ذكرها الواقديّ عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه مطولة، و في آخرها: فتاب الجلاس، و حسنت توبته، و لم ينزع عن خير كان يصنعه إلى عمير، فكان ذلك مما عرفت به توبته.
و حكى العذريّ أن الجلاس هو الّذي قتل المجذّر بأبيه سويد بن الصامت.
قال: و الصّحيح أن الّذي قتل المجذر هو الحارث بن سويد كما سيأتي.